إدارةتربيةتغذية

هل تقييم الجودة الميكروبيولوجية للمواد الخام والأعلاف الحيوانية ضرورية؟

بشكل من المعروف أنّ المواد الأولية للأعلاف الحيوانية قد تشكّل مصدر أو مخزن لكائنات حيّة قد تعدي الحيوان وتسبّب له المرض، وقد يكون العنصر المرضي هذا مسبباً لمرض مشترك قد ينتقل من الحيوان الى الانسان (في الصحة العامة) مما أوجب على صناعة الدواجن أن تضع المعايير والأسس المعتمدة في التقييم الميكروبي للأعلاف وموادها الأولية وهو ما يعرف بالجودة الميكروبيولوجية.

حيث يتم تحديد الجودة الميكروبيولوجية للمواد الخام والأعلاف الحيوانية من خلال معرفة وتحديد وجود الكائنات الحية الدقيقة وكميتها فيها. ونشير الى أنّ هذه الكائنات الحيّة الدقيقة الملوثة للنباتات والحيوانات أو العائشة عليها يمكن أن تكون رمية (طبيعية) لا تسبّب آفات ومشاكل مرضية، أو طارئة مسببة للأمراض، والتي تسبب أعراض وآفات مرضية عامة أو نوعية. وتعتبر الضوابط الميكروبيولوجية عبارة عن تدابير يتم تبنيها للحد من مخاطر انتقال الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية (بكتريا السالمونيلا والكامبيلوباكتريا مثلاً). تتعايش الفطريات والفيروسات والبكتيريا في البيئة مع المحاصيل، وتحقق التوازن الطبيعي والبيئي، حيث تستخدم النباتات لضمان بقائها وانتشارها. ولهذه الكائنات الدقيقة خصائص مختلفة للدفاع عن نفسها ضد غزو الكائنات الحية الدقيقة الأخرى والتي تسمى في بعض الفطريات والبكتيريا بالسموم او الذيفانات، وهي عبارة جزيئات كيميائية صغيرة الحم قادرة على إلحاق الضرر بكائنات دقيقة أخرى وأيضاً تلحق أضرراً للحيوانات والبشر. فعندما تنتج الفطريات السموم، فإنها تسمى بالسموم الفطرية. ولضمان جودة المواد الخام العلفية، فإن أحد الجوانب التي يجب مراعاتها هو الضوابط الميكروبيولوجية. وهذه عبارة عن اختبارات معملية للكشف عن وجود الفطريات المسببة للأمراض والبكتيريا وسمومها. عندما يحدث تلوث للمواد الخام الأولية الداخلة في تكوين تراكيب أعلاف الحيوانات والدواجن بمسببات الأمراض، فإن هذا التلوث يستمر في الانتشار في جميع مراحل السلسلة الغذائية. في حين يمكن لظروف مثل: نوع المحاصيل ورطوبتها وحرارة ودرجة الحرارة المحيطة بها، أن تجعل تواجد مسبّبات الأمراض المختلفة متنوعاً، ولهذا السبب، يصبح من الضروري إنشاء نقاط تحكّم حرجة لإجراء هذه التحليلات في كل صناعة.

يجب أن تكون التحليلات الميكروبيولوجية مصحوبة بمعلومات مثل نوع المادة الخام وخطة أخذ العينات وطريقة إجراء الفحص والحد الميكروبيولوجي لقبول أو رفض المادة الخام. كما توجد طرق مختلفة لأخذ العينات (اختبار الدُفعات، اختبار التحكم خلال العملية التصنيعية)، لكن جميعها تقارن النتائج التي تم الحصول عليها بالحدود المعيارية الموضوعة. ويتم تحديد نوع وعدد الكائنات الحية الدقيقة من قبل كل دولة، ولكل نوع من أنواع المواد الخام (مثلاً السموم الفطرية في الذرة الشامية 20  جزء/مليون في اليمن). والتحليلات الميكروبيولوجية أو الفحوصات التي يتم إجراؤها عادة تشمل:

  1. الزرع والاستنبات على أوساط (بيئات) استزراع أو منابت (ميديا).
  2. تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لتحديد السلالات.
  3. استخدام الاختبارات السريعة مثل طريقة اختبار (الاليزا) لإجراء لبعض التحليلات

من المهم جداً أخذ عينة تمثيلية من الدفعة أو المنطقة المراد تحليلها، نظراً لأنّ أسلوب أخذ العيّنات السيّئ يمكن أن يبطل النتائج. وفي الزرع او الإستنبات البكتيري يتمّ التعبير عن النتائج الميكروبيولوجية للتحليلات بوحدات تشكيل المستعمرات (CFU) ومن حيث وجود أو عدم وجود العامل الممرض. الجدير بالذكر الى الإتحاد الأوروبي، ومعظم البلدان، قد وضعوا حدوداً يمكن الإسترشاد بها واستخدمها في تقييم جميع المواد الخام وأعلاف الحيوانات والدواجن، كما أنّ لمنتجات الحيوانات والخضروات للإستهلاك البشري حدود أخرى. الجدول أدناه يوضح الحدود الآمنة للتلوث الميكروبي والمستخدمة في الأعلاف الحيوانية.

الإدارة الفعالة لمكافحة التلوث الميكروبيولوجي للأعلاف

عندما تكون نتيجة التحليل الميكروبيولوجي غير متوقعة، فهناك طرق تصحيحية يمكن تطبيقها، مثل التخلص من دفعة العلف أو رفضها، وعندما لا يكون التلوث ضاراً، يتم استخدام المحمضات (Acidifiers). تعتبر الأحماض العضوية أو المواد الحافظة أحد الخيارات: تعمل حلقة السيمنول من Alquermold Natural عن طريق ثقب أغشية الكائنات الحية الدقيقة مما يتسبب في موتها. وبهذا تعتبر مواد حافظة للأعلاف ومبيدات بيولوجية معوية من أصل نباتي بحيث لا يتطلب استعمالها لفترة انسحاب، ولها طيف واسع ضد العصيات القولونية والسالمونيلات والمطثيات (الكلوستريديا) وأنواع فطريات الاسبيرجيلوس والفيوزاريوم ولها فعالية طويلة الأمد تصل إلى 6 أشهر. بحيث تمنع إفراز الفطريات في أعلاف الحيوانات للسموم الفطرية، كما تحفز البكتيريا المعوية وتزيد من معايير إنتاجية الطائر.

هذا وتعدّ أهمية تحليل الجودة الميكروبيولوجية للمواد الخام وأعلاف الحيوانات والدواجن مرجعاً موضوعياً يؤثّر على عملية صنع القرار. فعندما تكون مشاكل التلوث واضحة، يجب اتخاذ تدابير التحكم والوقاية لتعزيز قدرة معالجة الأعلاف وتجنّب رفض الدُفعات في سلسلة التوريد. تتوفّر العديد من كتيبات الممارسات الجيدة وتحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة في الصناعة للجميع. تشرح بالتفصيل كيفية تطبيق التحكّم الميكروبيولوجي في الصناعات المختلفة.

References:

  1. https://cdn.website-editor.net/bd34ce7b15c74c41b343bd3624bc84d1/files/uploaded/CALIDAD%2520HIGIENICA%2520MMPP%2520Y%2520PIENSOS.pdf
  2. https://www.icmsf.org/wp-content/uploads/2018/02/GuiaSimplificadosp.pdf
  3. http://www.anmat.gov.ar/alimentos/guia_de_interpretacion_resultados_microbiologicos.pdf

إعداد:

د. تركي سراقبي

خبير أمراض الدواجن في الشرق الأوسط- اليمن

و

د. محمد الزوقري

استشاري تغذية الدواجن وتصنيع الأعلاف- اليمن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Message Us on WhatsApp