أمن حيوي

(الأمن الحيوي) البايوسيكيوريتي

ركن مكافحة امراض الدواجن الأول

إن الأمن البيطري الحيوي (البايوسيكوريتي) مفهوم جديد لاقى اهتماماً واسعاً في صناعة الدواجن خلال السنوات الأخيرة. وكان موضوعاً شعبياً عاماً للكتّاب والمتحدثين. وأول من أهتم بهذا المفهوم شركات أصول وأمات الدواجن. وتحث أنظمة الأمن البيطري الحيوي الفعالة على توفير صحة القطيع وتحرسها وتحافظ عليها. وتُنقص التعرض للعناصر المرضية الداخلية والخارجية، وتصون القطعان وتحافظ عليها خالية من الأمراض، وتقدم بيئة نظيفة قدر الإمكان في بيوت الدواجن وما حولها. وعلى كل، فإن المحافظة على الأمن البيطري وأنظمة المراقبة غير ممكن بدون الإحصاءات والتحاليل الدقيقة والسجلات الصحيحة والمراجعات الدائمة. ولا يستطيع المرء المحافظة على أي شكل من النظام بدونهم مع العلم بأن السجلات الممتازة بدون نظام تصنيف ومقارنة وتحليل لهم والعمل على ضوء مؤشراتهم واستنتاجاتهم يكون محدود القيمة. ويتطلب نظام الأمن البيطري الحيوي الفعال تحليلاً دائماً وثابتاً ومراجعة متواصلة لكل من السجلات والإجراءات في كل المواقع والدوائر.

 

شكل 1: إجراءات بايوسيكيوريتي عامة

 

 

وتُظهر القائمة التالية بعضاً من هذه الدوائر العامة والخطرة والحرجة التي سوف تفصل لاحقاً:

  • المزارع وحركة الأشخاص والمعدات.
  • نقاط احتكاك الموظفين.
  • مراقبة الناقلات، ومعدات النقل، والمطهرات
  • تنظيف وغسيل المعدات والأدوات وتِصحاحها (Sanitation).
  • حمامات الأشخاص وملابسهم وأحذيتهم.
  • أعمار القطعان والمجموعات المعزولة.
  • استخدام البسة وأحذية (جزمات) الحماية (خاصة بالعمل).
  • فحص ومراقبة تنظيف وغسيل وتطهير المزرعة.
  • مكافحة الفئران والقوارض والحشرات والطيور البرية.
  • حواجز وأبنية الأمن البيطري.
  • مغاطس الأحذية والعربات وإجراءات تصحاح الأيدي.
  • التخلص من السلاح (البراز).
  • حرق الجثث وترميدها.
  • جودة ماء الشرب.
  • جودة العلف.
  • نظام حفظ عينات العلف.
  • استخدام العلاجات في المزرعة والعلف.
  • عدم تربية حيوانات أو طيور أخرى في نفس المزرعة أو الموقع.
  • إجراءات الحجر البيطري.
  • المسح الجرثومي وتصميم المناطق النظيفة والوسخة ورسم حدودها.
  • الفحوصات المخبرية الدورية والطارئة وتحليل نتائجها والاستفادة منها.

 

إن احتياجات الأمن الحيوي البيطري القوية في هذه الدوائر ساعدت كثيراً
في التخلص من عدوى المفطورة (المايكوبلازما) في مزارع أصول وأمات الدواجن. ويمكن أن تساعد في استبعاد فيروس التهاب الحنجرة والرغامى المعدي (آي إل تي)، زكام الدجاج المعدي (الكورايزا)، ودورة الفيروسات التنفسية (كمرض النيوكاسل والتهاب القصبات المعدي الخ…) سواء العترات اللقاحية أو الحقلية.

وإذا وقع المرض فلا قيمة للسجلات في إنقاص شدته أو الحد من انتشاره. ويخطط الأمن البيطري للحالات الطبيعية وغير الطبيعية (المرضية) بنفس الروح. وسيناريو حالة السوء يسمح بالمساعدة أثناء الخطر أو حدوث كارثة. وهناك أشياء هامة للأمن البيطري الحيوي في مزارع الأصول أو السلالات النقية والتصدع أو الخلل فيها قد يكون مميتاً والخطأ فادح الثمن.

 

ولكنْ، ما هو البيوسيكيوريتي؟

البايوسيكيوريتي (الأمن الحيوي) مصطلح حديث نسبياً في برامج مكافحة الأمراض والوقاية منها لا يمكن الاستغناء عنه. وكثيراً ما نسمعُ عنه ومراراً لا نفهمه، والذي هو عبارة عن مجموعة من العمليات المختلفة المركبة تتدخل لإنقاص خطر وصول وانتشار العناصر المرضية وتتدخل إجراءاته في مستويات مختلفة مثل القطر أو البلد، المنطقة، القطيع، وحتى الحيوان الواحد. وتشمل تهيئة مجموعة من المواقف والتصرفات لإنقاص الخطر في جميع الأنشطة الخاصة في انتاج الحيوان أو العناية به. ويعتمد البايوسيكيوريتي على منع العناصر المعدية والوقاية والحماية منها والتي يجب أن يعرفها مُلاك أو مربوا الدواجن وقبلهم الفنيون البيطريون والزراعيون العاملون في منشآت الدواجن ويطبقونها لحماية قطعانهم من المرض، وخصوصاً مع الطيور التي تربى في المسارح حرة طليقة والتي تحتاجُ إلى مزيدٍ من الانتباه واليقظة بسبب زيادة تعرضها إلى مصادر المرض البيئية. والبايوسيكيوريتي هو عملياً الفعلُ الذي يُنقصُ انتشار المرض في طيور القطيع، أو في عملية حدوثِ المرض، ويمنعُ انتشار الكائنات المسببة للمرض من العنابر. وأيضاً، إنقاص وقوع وانتشار الميكروبات المهمة في الصحة العامة (صحة البشر). وهذا يتمُّ من خلالِ تنفيذ إجراءات الوقاية والصحة العامة التي أهم ركن فيها هو التنظيف والتطهير وصنفه البعض الى أقسام أو شعب (الشكل ٢، ٣). وآخرون الى نوعين أساسين هما بايوسيكيورتي خارجي أو أحياناً يدعى أيضاً الإقصاء أو الصد الحيوي (Bio-exclusion) الذي يهدف الى إبقاء الممرضات بعيدة عن القطيع، وبايوسيكيوريتي داخلي أو الإدارة الحيوية (Bio-management) الذي يركز على منع انتشار الممرضات في القطيع. أما الشمول الحيوي (تجنب انتشار الممرضات من قطيع الى آخر) فيرتبط بشكل رئيسي بالبايوسيكيوريتي الخارجي. وهناك تقسيم ثالث الى بايوسيكيوريتي روتيني دوري وآخر خاص بالمخاطر المرتفعة (High Risk Biosecurity) وتقسيم رابع الى بايوسيكيوريتي مفاهيمي (Conceptual Biosecurity) وأمن حيوي عامل أو تنفيذي (Applicable or practical Biosecurity).

 

لماذا البايوسيكيوريتي مهم؟

 

ليس هناك من وقتٍ البايوسيكيوريتي فيه حاسم جداً أكثر من وقت جائحة كوفيد 19

 

إن الكثافة الكبيرة في إنتاج الدواجن مع كبر المزارع وكثافة أعلى من الطيور المرباه فيها (100.000 طير أو أكثر في عنبر واحد ومليون أو أكثر في المزرعة) قد زاد في معدل ضغط العدوى في مزارع الدواجن مؤدياً الى مخاطر كبيرة من الأمراض الوبائية والمستوطنة وما ينتج عنها من خسائر اقتصادية قد تكون كارثية. ويعتبر البايوسيكيوريتي في إنتاج الدواجن الأساس والطريقة الأكثر كفاءة واقتصادية في جميع برامج مكافحة أمراض الدواجن (الشكل 2). والهدف من تعاون جميع إجراءات البايوسيكيوريتي هو منع وصول العناصر المعدية الى مجموعة من الحيوانات (قطيع) وانتشارها بينها. وهكذا يهدف الى إنقاص ضغط العدوى على الحيوانات. والبايوسيكيوريتي الفعال هو القاعدة للوقاية من المرض ومنع حدوثه والذي يكمله الإجراءات الوقائية الأخرى مثل التلقيح واستخدام المضافات العلفية. إن البايوسيكيوريتي مهم في مكافحة الأمراض الطارئة إضافة الى المستوطنة. وإذا ما تعاونت الإجراءات الوقائية جميعها بشكل متناسق متناغم وجيد يمكن إنقاص الأدوية المستخدمة في علاج أمراض الدواجن الحادثة الى أدنى درجة فعلاً. ويجب على الأطباء البيطريين ومن له علاقة بالإنتاج أن يرفعوا الإجراءات الى أقصى درجة لمنع وصول وانتشار الممرضات المعدية وذلك كجزء من الرعاية التي يقدمونها لمرضاهم وزبائنهم، والفريق البيطري يقوم بجهود حرجة مضنية في مكافحة المرض متبعاً المعايير العملية والأدلة البيطرية المقررة. ونشير الى أن الفريق البيطري يقوم بجميع الأعمال من التنظيف الى التطهير الى التلقيح الى المعالجة والتي تشمل عزل الحيوانات المريضة وعلاجها ومنع نقلها للمرض.  والبرنامج الوقائي والأمن الحيوي هو الجزء التكاملي من الخطوة الأولى للصحة، حيث أن الحركة ستضع في الحسبان حماية البشر، الحيوانات والبيئة من التأثير السلبي للممرضات.

ونشير الى أن إصابات المرض المعدي مكلفة جداً ولها تأثيرات مدمرة على المدى القصير والمتوسط والطويل للمهنيين في صحة الحيوان ومنشآت العناية بالحيوان (مثلاً، في منشأة، بلغت خسائر إصابة سالمونيلا فيها (4.2) مليون دولار (في الولايات المتحدة) نتيجة برنامج بايوسيكيوريتي غير فعال).

وتشمل قواعد البايوسيكيوريتي الأساسية في أي وحدة أو منشأة دواجن: الاختيار الصحيح لموقعها الجغرافي، التصميم المناسب للمنشآت والأبنية ووضع المعدات فيها، بروتوكولات عمل مخططة جيداً ومقررة مسبقاً، التركيز على المصادر القوية للعدوى وحركة الأشخاص، المواد، العلف، البيض والقطعان من مزرعة الى أخرى. وعندما يصمم برنامج بايوسيكيوريتي ناجح، يكون من المهم شموله على التعليم والتدريب والتأهيل لجميع الأشخاص العاملين في الوحدة.

 

البايوسيكيوريتي هو بوليصة تأمين ضرورية في حالات الإستثمار الحصيف

وتطوير برنامج البايوسيكيوريتي والوقاية من الأمراض يمكن اختصاره في سبع خطوات بسيطة:

  1. بيان وتوضيح النظم والمسؤوليات مع فريق العمل البيطري
  2. تحديد مستويات خطر البايوسيكيوريتي لكل مناطق المنشأة
  3. حساب طرق انتقال الممرضات المحتملة
  4. اختيار المطهر الصحيح للحاجات العملية
  5. تدريب كل الموظفين والعمال على الاستخدام المناسب للمطهر المختار
  6. تجهيز المطهر المستخدم ولوازمه للاستخدام
  7. وضع الإجراءات الروتينية الجيدة للمكافحة.

 

 

 

شكل ٢: الإجراءات الروتينية في البايوسيكيوريتي

 

شكل ٣: أنواع البايوسيكيوريتي

المرجع: تركي سراقبي “المرجع في المطهرات البيطرية وتنظيف وتطهير منشآت الدواجن”. وكتبي الأخرى المتوفرة في جمهورية مصر العربية في:

  1. مكتبة الأنجلو، 165 ش محمد فريد، القاهرة، جمهورية مصر العربية، تلفون (+201000001928).
  2. شركة كيوفيتيك، القاهرة الجديدة، تلفون (+201023522990).

ومكتبة جروميديا Wa.me/+201011122373

 

إعداد: د. تركي سراقبي

استشاري وخبير الدواجن وامراضها

اليمن

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Message Us on WhatsApp